كلمـــــــات ... وخواطـــــــر: ديسمبر 2011

الاثنين، 26 ديسمبر 2011

ظــــــــــلال!



إنه ليس معي إلا ظلالها، ولكنها ظلال حية تروح وتجيء في ذاكرتي، وكل ما كان ومضى هو في هذه الظلال الحية كائن لايفنى، وكما يرى الشاعر الملهم كلام الطبيعة بأسره مترجمًا إلى لغة عينيه: أصبحت أراها طبيعة حسنٍ فاتنٍ مترجمةً بجملتها على لغة فكري...

كان لها في نفسي مظهر الجمال، ومعه حماقة الرجاء وجنونه، ثم خضوعي لها خضوعا لا يفنى، فبدلني رجاءُ حبها مظهرَ الجلالِ، ومعه وقار اليأس وعقله، ثم خضوعي لخيالي خضوعًا لا يضرها ...

وما أريد من الحب إلا الفن، فإن جاء من الحب فن فهو الحب ...

لقد أصبحتُ أرى ألينَ العطف في أقسى الهجر، ولن أرضى بالأمر الذي ليس بالرضا، ولن يحسُن عندي مالا يحسُن، ولن أطلبَ الحبَ إلا في عصيان الحب، أريدها غضبي، فهذا جمال يلائم طبيعتي الشديدة، وحب يناسب كبريائي، ودع جرحي يترشش دمًا، فما هي بقوةٍ فيك إن لم تقو أول شيءٍ على الألم !!!

أريدها لا تعرفني ولا أعرفها، لا من شيء إلا لأنها تعرفني وأعرفها ... تتكلم ساكتة وأرد عليها بسكوتي، صمت ضائع كالعبث، ولكن له في القلبين عملُ كلامٍ طويلٍ ...

الرافعي - أوراق الورد




مقدمــــــــــة

سأكتبُ هذه الكلماتِ المرتعشةِ ... وسأبسطُ شغاف قلبي في ألفاظها ومعانيها ...
سأكتب عن ذلك الاسم الذي عمره من عمر هذا القلب ...
في حين أن السعادةَ قد تكون لحظاتٍ من العمر الذي لا يعد بالسنين ولكن بالعواطف  والأشجان... فلا يسعني إلا أن أسرد خواطري من القلب لتتصبغ في الدم قبل أن تتصبغ في الحبر  ... ثم تخرج إلى الدنيا  بما يخفق في القلب ويئن به... تحوي اختلاجاتٍ من مشاعر ... حبٍ كانت أو ضعف ... فما نبض القلب إلا مزيج منهما ...
سأكتب عن أشياء وأضمر عن أخرى لا أبوح بها ...
فلكل امرئ باطن لا يشاركه فيه أحد إلا المولى عز وجل وحده...
رغبة مني في كتمانها ... أو لأنه لم يحن الوقت بعد لإطلاق العنان لها على الغارب... والإبحار بها في عالم الكلم  ...
الرافعي - أوراق الورد